يوم عاشوراء: بين الحق والباطل .. بقلم/ د. عاطف إسماعيل أبو محيسن يوم عاشوراء: بين الحق والباطل
{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } سورة الشعراء الآية227.
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام، وفيه يحتفل المسلمون بحلوله، وتبتهج النفوس لمقدمه، ويصومه من أدركه، إحياءً لسنته صلى الله عليه وسلم، فعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومونه ويحتفلون به، فعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ عَاشُورَاءُ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةُ وَتَرَكَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ . ويَقُولُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ حِينَ صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَنَا بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ صُمْنَا يَوْمَ التَّاسِعِ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ففي صيامه شكر لله تعالى على أن نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون وقومه، فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء، فقال: إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. وعندئذ يستحب صيامه اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام . فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم يومٍ فضله على غيره إلا هذا اليوم" يقصد يوم عاشوراء" هذا هو لب القضية، وهذا الأمر بعمومه هو المغزى من الاهتمام بيوم عاشوراء.
الشر كل الشر في أولائك الذين يتلونون في كل يوم بلون، وجعلوا من هذا اليوم سنة باطلة، ما أنزل الله بها من سلطان، وظنوا أن الدنيا انقلب ميزانها بقتل الحسين، الذي هم قاتلوه، بعد أن نكثوا عهدهم معه، أولائك من تشيعوا وجانبهم الرشد، أليس فيهم رجل رشيد، ففي كل عام تقام التجمعات في مدينة الكر والبلاء، (كربلاء) في بلاد تجمعت فيها صنوف الشجاعة والنفاق، حزنا على جريمتهم الشنعاء، فبدلاً من أن تتلون أيديهم بلون الحناء، تلونت بلون الدماء ، بكل غباء، فهذا والله هو الشر، وإنه لقول السفهاء. والأدهى والأمر ما تنقله لنا وسائل إعلامهم الغوغاء، واختلاط الرجال بالنساء، في ساحة البلاء كربلاء، تنقل لنا وسائل الإعلام العويل ، والأجسام الملطخة بالدماء، والبكاء، جعلوا حياتهم حزنا وبكاءً وعويلا حقاً نجح السفهاء. أحقاً ما تفعلون؟1 أين عقولكم، خلقنا الله وميزنا وجعل عقولنا في رؤوسنا، وأنتم وضعتموها في أحذيتكم، كيف تحكمون. بل بئس ما تحكمون. فأنا منك براء كما تبرأ الله ورسوله من المشركين. نحن لم نقتل الحسين، ونحن على غدركم به لمحزونون، فلا تحملوا أنفسكم خطأ أبائكم، ولا تنقلوا شراً ابتلاكم به جهلكم إلى أجيالكم. عودوا إلى رشدكم هدانا وهداكم الله.
مَن مِنا لا يحب الحسين؟!!، كلنا نحب الحسين، فمحبته من محبتنا لجده صلى الله عليه وسلم، ومحبتنا لإمام الشجاعة، والمروءة على بن أبي طالب- كرم الله وجهه - الذي وبخهم في خطبته الشهيرة فقال لهم حين قُتِلَ عاملُه بالأنْبار: يا عَجَباً ...، يُغارُ عليكم ولا تُغِيرون، وتُغزَون ولا تَغزون، ويُعصَى اللُه وتَرضون. إن أمرتُكم بالمسير إليهم في الحر قلتم: حَمَارَة القَيْظ، أمهلنا حتى يَنْسلِخَ الحر، وإن أمرتُكم بالمسير إليهم في الشتاء قلتم: أمهِلْنا حتى ينسلِخَ الشتاء هذا أوانُ قر؛ كل هذا فِراراً من الحرّ والقُر، فأنتم والله من السيف أفرّ، يا أشباهَ الرجال ولا رجال! أحلام الأطفال وعقول رَبَّاتِ الحِجَال؛ أفسدتُم علي رأي بالعِصْيان والخِذْلان، حتى قالت قريش: ابن أبي طالب شُجاعٌ ولكن لا عِلْمَ له بالحرب. لله أبوهم! هل منهم أحدٌ أشدُّ لها مِرَاساً وأطولُ تَجْرِبةً منِّي! لقد نهضت فيها وما بلغتُ العشرين فها أنا الآن قد نيّفتُ على الستين، ولكن لا رأيَ لمن لا يُطاع.( عيون الأخبار - (ج 1 / ص 223))
أيها المسلمون في كل مكان ما يفعله الشيعة من تلطيخ أنفسهم بالدماء، هذا هراء، وليس في الدين، بل بدعة وسنة سيئة، احذروا من عويلهم، لا تخدعكم دموعهم، فهي دموع التماسيح. ولا يخدعكم كلامهم المعسول هم يختبئون في ظلام الفسق والفجور، قريباً كانوا من الأذلاء، وجاءت بهم يد الغباء فأصبحوا من الشرفاء، مصداقاً لقوله تعالى: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ فلما دخل الاحتلال الأمريكي بديمقراطيته المزيفة، سمعنا بخوارهم، وظهر حقدهم الساساني القديم، وظهرت نعراتهم ، فاللهم سلم.
إن ما تفعله الشيعة من عويل ولطيم، وبكاء وتمسح بأحجار كربلاء يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، في أنه مفسدة للدين والدنيا، ولنحذرْ جميعاً من المد الشيعي القادم من ويلات الشرق، الذين غمسوا الدين بالفكر الساساني المجوسي، أولائك الذين لم تطهر قلوبهم بعد، احذروا من تداعي هؤلاء التماسيح.
احذروا الخطر كل الخطر من انتقال هذا الفكر إلى طلابنا في الجامعات، يجب أن نواجه الشر بالثقافة الدينية المعتدلة، وبإعلام قوي يعرف القضية وحدودها ومخاطرها، ويحول دون انتقال هذه السموم إلى عقول أولادنا، وقانا الله تعالى وإياكم شر ما يقولون، وما يفعلون، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
موضوع: من أرشيف (الفكر الديني) للدكتور عاطف أبو محيسن مرشح أبو حماد 2011 // يوم عاشوراء: بين الحق والباطل . 
الإثنين يوليو 25, 2011 3:52 am